البذرة الأولى

الأحد، 20 يوليو 2008

في المحن

ليس أفضل ما في المحن أن تتعرف بها على معادن الناس، وإن كان ذلك كنز لاريب، ولكن الأنفس منه -حقا- أن تعرف معدن نفسك التي بين جنبيك.

في المحن تتكشف لك نفسك بلا رتوش ولا زيف ولا مراوغة، وترى، وتسمع، وتعرف منها مالم تره وتسمعه وتعرفه في حال الرخاء والدعة.

في المحن تكون نفسك هي عدوك الحقيقي في ساحة المعركة. فالنفس ما أن تنزل بها محنة حتى تراها تفزع إما إلى اليأس والجزع، وإما إلى الغضب والتسخط. ولإن سلمت لها، فتلك إذا هي الهزيمة النكراء.

اجعل سيف الصبر حائلا بينها وبين الجزع والغضب، حتى تيأس هي فلا تجد سبيلا إلا أن تنقاد لك. حينها -فقط- طب نفسا، وقر عينا، واعلم أن فرج الله قريب!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

هل هي صدفة أن تقع بين يدي اليوم الكلمات التالية لأفتح مدونة الشجرة مساءً وأجد تأكيداً على نفس المعنى؟؟

ظللت ابحث وافتش دونما ملل أو كلل في فترة من حياتي - ولا زلت في الحقيقة وإن خفت حدة البحث الآن- عن كيفية الوقوف على معادن الناس وإعطاء كل ذي حق حقه وقدره

وخلصت إلى أنه لكى نتعرف على معادن الآخرين علينا أولاً الوقوف على معرفة أنفسنا معرفة حقة .. وهذا لن يتأتى إلى بـ

بما كتبه د/ مصطفى محمود في كتابه الرائع يوميات نص الليل ::) حيث يقول:


الطريق إلى اكتشاف طبيعتنا لا يكون إلا بالتعامل بالاحتكاك بالاصطدام في سلسلة من التجارب والخبرات .. بهذا وحده تنطلق شرارتنا وتنكشف ذخائرنا المكنوزة.

لنكشف عن نفوسنا لابد من الخروج من نفوسنا والارتماء في الواقع والاحتكاك بالناس والمجازفة والمغامرة والتعامل بالحب والكراهية ومعاناة الألم والعذاب وخيبة الأمل.

كلمات رائعة أصابت الهدف في مقتل .. أليست كذلك؟

نهى هانم :)